منظمة كير الدولية هي إتحاد عالمي يتكون من 21 منظمة وطنية تعمل معا من أجل القضاء على الفقر. في عام 2020، قامت المنظمة بالتعاون مع شركائها المحليين والدوليين بتنفيذ أكثر من 1300 مشروع تنموي و مشاريع مساعدات إنسانية لمكافحة الفقر في 104 دولة في جميع أنحاء العالم، أي ما يخدم أكثر من 92.3 مليون نسمة من سكان العالم بصورة مباشرة و 433 مليون نسمة بصورة غير مباشرة.
ولأن منظمة كير الدولية تضع المجتمعات المهمشة في صميم الجهود التي تبذلها للقضاء على الفقر و تحقيق العدالة الإجتماعية. فإنها تُدرك و تُقر بمسؤوليتها ودورها في تعزيز الكرامة الإنسانية و العدالة الإجتماعية داخل المنظمة، من خلال توفير بيئة عمل يسودها الأمن و التقدير والإحترام لكل موظفي و منتسبي وشركاء المنظمة والمجتمعات التي تعمل بها؛
إننا في منظمة كير نؤمن بأن للجميع الحق في عيش حياة خالية من الإستغلال والإعتداء والتحرش الجنسي، و لاينبغي أن يتعرض أي إنسان لأي شكل من اشكال الإعتداء.
إن معايير وإلتزامات المنظمة ترد بشكل واضح في سياستها التي تتعلق بالحماية من الإستغلال والإعتداء والتحرش الجنسي وإستغلال الأطفال، (PSHEA-CA)، والتي قامت المنظمة بمراجعتها و تنقيحها في عام 2020، وتعتبر قواعد سلوك الحماية الصادرة عن منظمة كير باعتبارها جزءا لا يتجزأ من سياسة الحماية الخاصة بالمنظمة، والتي تهدف إلى توجيه موظفي و منتسبي و شركاء المنظمة و أفراد المجتمع الذين تعمل معهم، من أجل فهم أفضل لأنواع و أنماط المواقف و السلوكيات غير المقبولة، و ما تعنيه المنظمة بإلتزامها تجاه معاملة الجميع بإحترام و كرامة. تُشكل هذه السياسة و الثقافة التنظيمية الآمنة والبرامج التدريبية والبروتوكولات وطرق الإبلاغ المعمول بها، ركيزة أساسية في عمل المنظمة تجاه منع أي نوع من أنواع سوء السلوك الجنسي والإستجابة له.
و إذ تقوم المنظمة سنوياً بتجميع و نشر بيانات سنوية حول شكاوى و بلاغات الإستغلال و الإعتداء و التحرش الجنسي وإستغلال الأطفال. ففي عام 2020، تلقت منظمة كير الدولية حوالي 61 بلاغاً يتعلق بسوء السلوك الجنسي. وحيث أنه لا يزال التحقيق جاريا في ست (6) من هذه البلاغات، أي ما يعني أن هذه القضايا لم يتم الفصل فيها بعد. غير أنه قد إنتهى التحقيق في 55 بلاغاً و الفصل فيها. وقد اُيد الحكم في 26 من البلاغات التي تم الفصل فيها، وإتخاذ إجراءات تأديبية في حق مرتكبيها تمثلت في فصل 20 موظفا وعدم تجديد عقد عمل واحد وتحرير خمس إنذارات.
جرى تقسيم جميع البلاغات التي تم تلقيها إلى قسمين وذلك لتقديم مزيد من المعلومات، حول طبيعة هذه البلاغات:
1. الإستغلال و الإعتداء و التحرش الجنسي و إستغلال الأطفال تجاه المشاركين في البرنامج وأفراد المجتمع:
- 30 بلاغاً من أصل61 بلاغا، ارتبط بإدعاءات الإستغلال و الإعتداء و التحرش الجنسي و إستغلال الأطفال تجاه المشاركين في البرنامج وأفراد المجتمع؛ حيث جرى التحقيق و الفصل في 27 من هذه القضايا في عام2020، وقد أُيد الحكم في 11 بلاغاً منها، واتخذت إجراءات تأديبية ضد مرتكبيها تمثلت في فصل 9 موظفين، وتوجيه إنذار إلى إثنين آخرين، و لا يزال التحقيق جاريا في بلاغين.
2. الإستغلال و الإعتداء و التحرش الجنسي تجاه موظفي منظمة كير و الأفراد المرتبطين بالمنظمة:
- فيما كان 31 بلاغاً من أصل 61 بلاغاً يتعلق بإدعاءات الإستغلال و الإعتداء و التحرش الجنسي تجاه موظفي منظمة كير أو الأفراد المرتبطين بها، وقد إنتهى التحقيق و الفصل في 28 بلاغاً في عام 2020، شملت 15 بلاغاً أُيدت أحكامها. واُتخذت إجراءات تأديبية ضد مرتكبيها شملت فصل 11 موظف، وتوجيه إنذارات إلى ثلاثة آخرين وعدم تجديد عقد عمل موظف آخر. ولا يزال التحقيق جاريا في الثلاثة بلاغات المتبقية.
تعمل منظمة كير الدولية بإستمرار على تقييم و تحسين مستوى استخدام الخط الساخن العالمي المُخصص للبلاغات، وكذلك إدارة البلاغ، و نظام الإبلاغ العالمي المسمى ب «كير لاين" المتاح على الانترنت بخمس لغات. علاوة على ذلك تعمل المنظمة بالتعاون مع شُركائها و المشاركين في برامجها و أفراد المجتمع على إيجاد سُبل لوضع و موائمة آليات آمنة، يمكن الوصول إليها على الصعيد المحلي لتقديم التغذية الراجعة والبلاغات ذات الصلة بسوء السلوك الجنسي.
و تجدر الإشارة إلى أن عام 2020، كان عاماً مليئاً بالتحديات، حيث أن جائحة كوفيد -19 (كورونا) قد زادت مخاطر تعرض النساء و الأطفال و البالغين المستضعفين على وجه الخصوص بقدر أكبر لجميع أشكال العنف الجنسي. وقد قامت منظمة كير بإصدار مذكرة توجيهية لمساعدة الموظفين على تحديد الأولويات و القدرة على كيفية تجنب حدوث سوء السلوك الجنسي في زمن الوباء. وحيث تُشدد المذكرة على ضرورة الإستمرار في تطبيق إجراءات صارمة للتوظيف، وإستخدام أساليب تفاعل إفتراضية للعمل عوضاً عن الأساليب المباشرة عند إلحاق موظفين جُدد بالعمل وزيادة وعي جميع الموظفين حول قواعد سلوك الحماية الخاصة بالمنظمة. فضلاً عن ذلك، تقدم المنظمة برنامج تدريبي جديد عبر الإنترنت للموظفين حول الحماية من الإستغلال والإعتداء والتحرش الجنسي.
وذلك من خلال التركيز على البرامج الآمنة عبر تطبيق أدوات تقييم المخاطر حسب السياق، و مبادئ "عدم إلحاق الضرر" ووضع سُبل بديلة للتواصل مع المجتمعات المحلية.
إن إستثمار منظمة كير الدولية، نحو تعزيز القدرات الداخلية من أجل تنسيق وإدارة عمليات التحقيق التي تتسم بالحساسية، قد آتت أُكلها، عندما جرى تطبيق قيود مُشددة خلال فترة تفشي الوباء العالمي. حيث تمكنت فرق الحماية القطرية و المحققين من مواجهة كافة التحديات والإستجابة للبلاغات التى تم تلقيها.
و إذ أكدت منظمة كير مُجدداً في آخر إصدارات سياسة الحماية الخاصة بها على نهج الأمان الذي يتمحور حول الناجين، مما يُعزز موقف المنظمة الذي مفاده أن أمن و خصوصية الناجين و تلبية إحتياجاتهم، هو ما يوجه إستجابة المنظمة و الإجراءات التي تتخذها، و يؤكد أيضاً على ضرورة دعم الناجين عند تقديم أي بلاغ و أثناء و بعد عملية التحقيق.